3 أعمال مهمة لوقف المأساة في غزة
الكثير من الأسئلة تدور في بالنا عن ما يجري في غزة، بما لا يستوعبه عقل خاصة وأن القطاع يشهد منذ سنوات حملة عسكرية لم يسبق لها مثيل ارتكب فيها الاحتلال كل أنواع الجرائم بحق المدنيين من أطفال ونساء.ومع كل هذه المعاناة والفترة الطويلة التي مر بها الأهالي، لم يرق التحرك العالمي لوقف المأساة حتى اليوم ولو إلى 10% مما يحصل من مجاعة وقصف وتنكيل بالمدنيين على اختلاف أعمارهم.
لم يشهد التاريخ مثل هذه الوحشية بل لم يعرف مثل هذا الموت الضمائري الجماعي لدول تتعايش مع المأساة وكأنها فيلم سينمائي أو في أحسن الأحوال وأكثرها جدية أزمة عابرة في كوكب آخر يشعر سكان كوكب الأرض بالقلق منها!
ما الذي نفعله لوقف حصار غزة؟
ولكن ما الذي نفعله لأجل غزة؟ ما الذي يمكننا فعله لوقف الحصار؟ بالتأكيد هناك الكثير مما يمكن فعله ولكن البعض بكل أسف يتساهل في الالتزام به رغم أنه أقل الواجب الأخلاقي والإنساني اتجاه القطاع المحاصر إلا وهو المقاطعة.
ترى البعض حتى يومنا هذا ورغم مئات آلاف الضحايا المدنيين واستمرار حصارهم وتجويعهم يبيع أو يشتري منتجات مصنفة على قوائم المقاطعة لكون مالكيها أو شركائهم يدعمون الاحتلال بأشكال مختلفة.
تتوفر الكثير من المواقع التي يمكن متابعتها للالتزام بالمقاطعة وتطبيقها وهناك الكثير من البدائل الممكنة للشراء من منتجات أخرى ليست مقاطعة وفي الوقت ذاته تحقق هذه العملية منفعة لدعم المنتج الوطني للدول العربية التي يفترض أنها لا تدعم الاحتلال.
الدعاء سر من الأسرار
قد يسخر البعض أو يشك في فعالية الدعاء ويقول في نفسه: "ها نحن منذ بداية الحرب ندعو الله بالفرج ولا زالت مستمرة"، ولكن لا تنسى أن كل شيء يقدره الله فيه حكمة بالغة وكل معاناة ومأساة مهما طالت لا بد أن تفرج ولنا في سوريا خير مثال بزوال أحد أسوأ طغاة العصر ورحيله الذي أربك دولًا وأنظمة مختلفة وجعلها تدخل في صف المكوعين قولًا وفعلًا.
الدعاء هو العمل الثاني وأقل الواجب الذي يمكن القيام به وهناك العديد من العبارات والصيغ التي يمكن الدعاء فيه ومناجاة الله لأن يعجل الفرج عن إخواننا في غزة المحاصرة وأن يصبر أهلها على مصابهم وأن يهلك الطغاة والظالمين وأعوانهم وداعميهم.
"وقال ربكم ادعوني استجب لكم"، "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" كلها آيات كريمة تؤكد أهمية الدعاء والاستمرار فيه والصبر عليه مهما طال زمان الاستجابة.
التبرع لأهلنا في غزة
تقديم التبرعات هو الأمر المهم للغاية وله أولوية على كل أمر آخر، خصوصًا لأهلنا في غزة، وهو نوع من أنواع الجهاد الجهاد بالمال ولجهات موثوقة توصل التبرعات بشكل مباشر بعيدًا عن التعقيدات والروتين وشبهات الفساد.
من المهم للغاية التأكد من أن الطرف الذي تقدم له التبرع قانوني ومرخص وله أثر فعلي في غزة لا مجرد شعارات ودعاية لجمع المال والاسترزاق على حساب المأساة والمعاناة.
وسائل كثيرة يمكن القيام بها لوقف حصار غزة لعل أبرزها هذه الثلاثة وكل في موقعه ومنصبه يفيد كثيرًا في تقديم كل ما يجب فعله لأداء الواجب الإنساني والأخلاقي قبل الديني.
اللهم فرج عن أهلنا في غزة وشاف مرضاهم وعاف مبتلاهم وفك أسراهم وارزقهم من حيث لا يحتسبون رزقًا حلالًا متسعًا مباركًا فيه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
محمد أمين ميرة - صحفي سوري

0 تعليقات
اكتب رأيك بما تشاء دون إساءة أو مخالفة لمعايير المشاركة والتفاعل