أحمد فاخوري بالمختصر المفيد يشرح أفضل الطرق لتحسين اللغة العربية

أحمد فاخوري بالمختصر المفيد يشرح أفضل الطرق لتحسين اللغة العربية

كيف تكون فصيحاً في اللغة العربية وتتقن نطقها وتعلمها؟ الإعلامي السوري أحمد الفاخوري يجيب

كيف تكون فصيحاً في اللغة العربية وتتقن نطقها وتعلمها؟ الإعلامي السوري أحمد الفاخوري يجيب
السوري أحمد الفاخوري


قال الإعلامي السوري أحمد فاخوري إنه لا يكاد يمر يوم إلا وتدور تساؤلات ملحة عن طريق تحسين اللغة العربية وما إذا كان هناك كتاب معين يمكن يفيد في ذلك.

وذكر الفاخوري في إحدى فيديوهاته على يوتيوب: "تردني تساؤلات من البعض بأنه تخرج من قسم اللغة العربية و لكنه لا يملك فصاحتي ما السبب؟".

وخاطب الصحفي هؤلاء: "أبو حميد سيجيب اليوم: أظنّ أنّني أمتلك الاجابات على أسئلتكم حول استخدام اللغة و الفصاحة.، و من تجربة و خبرة لا من معلومات نظرية".

مشكلة ضعف اللغة العربية في مجتمعنا


وأشار المذيع الشهير في قناة الجزيرة القطرية إلى أن المشكلة في ضعف اللغة العربية كناطقين بها تكمن في مسألتين: 

  1. طريقة التعلم 
  2. طريقة الاستخدام

وبالنسبة للأولى يجب أن تبدأ بطريقة التعلم بشكل صحيح ويعني ذلك منهج اللغة العربية في المدارس بشكل عام.

هذه المناهج في العالم العربي لا يتعامل مع اللغة على أنّها أداة مهمة للتواصل بين البشر و لا كأنّها مهارة يومية بسيطة تصقل بالاستخدام.

تلك المناهج تعاملها معاملة مسائل الجبر؛ مجموعة من القواعد و القوانين تحفظها و تطبقها عندما تسأل في الامتحان.

يقال لك مثلاً: "أنّ الفعل كلّ كلمة تدل على حدوث شيء، و الأفعال ماض و مضارع وأمر؛ قد تكون مبنية لا تتغير حركة آخرها أو معربة تتغير حركة آخرها بتغير وضعها في الجملة.

أحمد الفاخوري ينتقد مناهج اللغة العربية 

 
وتساءل الإعلامي السوري أحمد الفاخوري عن مناهج العرب في تعليم اللغة العربية: 
  • "من سيسمع هذا الكلام، من سيفهمه؟"
  • "إنّ و أخواتها: تنصب المبتدأ و يسمى اسمها و ترفع الخبر و يسمى خبرها".

ويتابع: 
  • "بينما كان و أخواتها: ترفع المبتدأ و يسمى اسمها و تنصب الخبر و يسمى خبرها"
  • "أنت تحفظ هذه القواعد لتطبيقها في اليوم المرعب (الامتحان)".

وبأسلوب لا يخلو من الطرافة أكمل المذيع الشهير: "ثمّ تتصل بأمك: "ماما ادعي لي أن يأتي كان و أخواتها و ليس أنّ و أخواتها، تأتي الى الامتحان ها ها عثرت عليها اذا إنّ ترفع، تنصب ها الجواب".

ورأى الفاخوري أن المشكلة في التركيز على الشكل لا على التطبيق و الاستخدام، فأنت تمتحن في هذا الشكل، ثمّ إنّ المناهج تعامل النّص معاملة مقدسة؛ فتطلب منك أن تحفظه بحرفيته و أن تردده، لا داعي لأن تفهمه.

أحمد فاخوري بالمختصر المفيد يشرح أفضل الطرق لتحسين اللغة العربية
الإعلامي السوري أحمد الفاخوري


أساليب "سيئة" لتعليم اللغة العربية

ومن أبرز ما ذكره الإعلامي السوري أحمد الفاخوري حول موضوع اللغة العربية في المدارس:

 "هلا سألت الخيل يا ابنة مالك …  إن كنت جاهلة بما لم تعلمي" وووو ترددها في الامتحان وهو امتحان ذاكرة و ليس للفهم و البحث عن السبب. 

معظم المدرسين لا يشرحون لك ظروف الشاعر كيف كان يشعر عندما كتب هذه القصيدة، وما هي التجربة التي كان يعيشها.

معظمهم لا يشرحون لماذا استخدم هذا التعبير وهذه الصورة؟ و ما هو وجه جماليتها؟ 

و إذا أتاك سؤال في الامتحان يكون: "استخرج من النص، من البيت الأول جملة فعلية في محل رفع. اشرح البيت الثاني".

أو يأتي سؤال: "ما الذي قصده الشاعر بقوله: ب"ذلت لها المطارف و الحشايا". 

نأتي الى مواضيع التعبير: اكتب موضوع تعبير تصف فيه عطلة الربيع. تجد كل الصف لديه كليشه واحدة في وصف الربيع؛ يقول له الأستاذ: أحسنت!.

لم تعامل اللغة في المدارس على أنّها للاستخدام، أو قد تلزمك في حياتك كأداة أساسية للتعبير عن نفسك، ثم التعامل معها كمادة حفظية لتأدية الامتحان. 

عمري 43 عاما، لم يأتي لي أحد في الشارع يقول لي مثلاً: احذر ما هي الأفعال الخمسة، أو ما هي الحالات التي يتأخر فيها المبتدأ عن الخبر في الجملة الاسمية، و إذا سئلت أقسم بالله لا أعرف. 

يومياً أقرأ مئات الصفحات -بحكم عملي- من دون أن أفكر أنّ هذا فاعل و هذا مفعول لأجله و هذا مفعول مطلق. 

كثير من أصدقائي يسألونني: هل نقول هذه الكلمة في الجملة بالرفع أو النصب؟ أقول لهم منصوبة طبعا واذا سألوني لماذا أجيب لا أعرف! لكنّها بالتأكيد منصوبة.

صدقوني القول هل دخل مثلاً معلم إلى صفكم و قال لكم ليحدثني كل واحد منكم كيف قضى يوم الجمعة الماضي مثلاً باللغة العربية الفصحى؟ هل حدث معكم هذا؟ لم يحدث معي. 

حتى معلمو الانكليزية نفس الأمر. نحن نتعامل مع اللغات هكذا، مهوسون بالقواعد؛ he, she, it تأخذ is , has وwe , you تأخذ are , have.

أحمد فاخوري والمختصر المفيد


نأتي إلى الزبدة (يضيف الفاخوري): كيف يمكن لي أن أحسن لغتي؟  إذا قسمنا عملية التعلم إلى: تلقي ثم معالجة ثم انتاج فأكثر من التلقي و أكثر من الانتاج. 

التلقي هو القراءة و السماع، و الإنتاج هو الكتابة و الكلام. اعتبرها عضلات يا أخي، أنت إذا أردت أن تكبر عضلاتك، تمضي ساعات تزرب العرق في النادي و أنت تفكر في هذه العضلة لأنّك تريد أن تقويها.

إذا يجب أن تمضي ساعات و أنت تدرب نفسك على سماع اللغة العربية من خلال بودكاست، كتب صوتية و ما أكثرها، برامج التلفزيون الهادفة و نشرات الأخبار و الوثائقيات. 

على فكرة هي أمتع من النادي بكثير، لا تحتاج حتى إلى تركيز لأنّها تتخزن في العقل الباطن، و كما تكبر العضلات يكبر مخزونك اللغوي من المفردات و تصبح جاهزة و متعددة تنساب عند طلبها. هذا بالنسبة لتقوية المخزون.

اللغة العربية بين التلقي والإنتاج


بالنسبة للإنتاج ابدأ بقراءة أي شيء باللغة العربية جهراً حتى لو كانت لافتة في الشارع، فاتورة مطعم، مخالفة سير، مذكرة سفر، جريدة أو كتاب و كل ما يقع بين يديك. 

حاول أن تقلد طريقة لفظ المذيعين و الخطباء و الفصيحين، واللسان أيضاً لديه ذاكرة عضلية، بما أنّه عضلة تتحرك فيصبح أكثر طلاقة. 

لماذا مثلا أنا لست طليقا بالياباني لأنني لا أعرف و لا أنطق أصلا سوى كلمة سوشي و تويوتا وسوزوكي. 

أيضاً تكلم باللغة العربية الفصحى أمام الآخرين، حاول أن تشرح فكرتك التي تدور برأسك باللغة العربية و ارتكب أخطاء.

فمن الجيد أن ترتكب خطأ. لم الخوف من الخطأ؟! الخوف من ارتكاب خطأ يمنعك من الحديث.

احط نفسك باللغة تجعلها مألوفة لديك. كما قلت تضخم مفرداتك تتسع و تصير بحرا في رأسك ثم تنساب بلطف الى لسانك عند طلبها. 

لا كتاب معين لتعلم اللغة العربية


لا يوجد كتاب معين يعلمك اللغة العربية إطلاقا مثل "تعلم اللغة العربية في أربعة أيام" "كيف تكون فصيحا بساعتين". 

هناك آلاف الكتب كفيلة بأن تكرهك باللغة بساعتين. أنا شخصيا تعلمت من أفلام الكرتون أكثر من المدرسة. 

تذكرت مسألة لطيفة كنا مذيعين صغارا في اذاعة دمشق -الإذاعة التي أحبها و تعلمت فيها و لها على رقبتي- مهووسين باللغة العربية.

أنت في اذاعة دمشق كمذيع أخبار لا يسمح لك بمناقشة مضمون النص انّما تقرأه كما يصلك من غرفة الأخبار.

جميل كل ما عليك هو قراءته بالشكل الصحيح و لكن بإمكانك أن تعدل فيه إذا كان هناك خطأ لغوي لا يغير المعنى.



قصة طريفة عن تحدي التحدث بالفصحى


كنّا نستغل هذه المساحة لنبحث عن خطأ لغوي في هذا النص. كانت معظم نقاشاتنا حول اللغة و استخداماتها. 

كنّا نلعب لعبة أو تحدي -كما يقولون في المصطلحات الحالية على الانستغرام- أن لا نتكلم الا بالفصيح و من يخطئ في القواعد أو يستخدم مصطلحا بالعامية أو الدارجة يغرّم ب 5 ليرات أو 25 ليرة لا أذكر يضعها في صندوق ثم تتجمع و نشتري بها كاتو. 

أحدنا كان يخطئ كثيرا كل ما تكلّم و كل ما تكلم أكثر كان يخطئ و يضع النقود، فجأة سكت صديقي أسأله سؤالا فلا يرد، أحدثه فيتظاهر بأنّه لا يسمع. 

ثمّ قلت له لماذا أنت صامت، فقال لي: فلست كيف سأعود الى البيت؟ سقيا لتلك الأيام.

HudaMira

صحفية خبيرة بالكتابة للبلوجر

إرسال تعليق

اكتب رأيك بما تشاء دون إساءة أو مخالفة لمعايير المشاركة والتفاعل

أحدث أقدم