موسم صفري لإنتر ميلان وإنزاغي في قلب العاصفة: خسارات متتالية، قرارات غريبة، وأداء مخيب دمّر هوية إنتر ميلان وأفقد الجماهير شغفها
كم من مرة طوينا صفحات الأمل على طاولة الانتظار، متشبثين بفرصة أخيرة لعلّ مدرب نادي إنتر ميلان الإيطالي "سيموني إنزاغي" يثبت أنه أكثر من مجرد مدرب يجيد لغة الأرقام؟ كم مرة بلعنا الأداء الهزيل، وتغاضينا عن تبديلاته العشوائية، وسكتنا عن قراراته التي لا يفسرها منطق ولا يدعمها تحليل؟ لقد صبرنا، كثيرًا، لكن الخاتمة جاءت موجعة.
نهاية موسم للنسيان: لا بطولات ولا مجد
انتهى الموسم بنتيجة واحدة: صفر كبير. لا كأس، لا دوري، لا سوبر، ولا حتى أداء يحفظ ماء الوجه. خسرنا كل شيء، وبأسوأ الطرق. وبلغت الإهانة ذروتها في النهائي الأخير، حيث كان الفريق مجرد ظل تائه، بلا هوية، بلا حيلة.
ديربيات مذلة ونكسات أمام فرق هامشية
خسارات متكررة أمام ميلان في الديربي، وبنتائج مؤلمة، أعادتنا سنوات إلى الوراء. أما المفاجأة الكبرى، فكانت في العجز المزمن أمام فرق من الدرجة الثانية. ساسولو، على سبيل المثال، أصبح "العقدة" التي لا نفكّها، والمفارقة أن الفريق لا يملك نصف الإمكانيات التي يملكها إنتر.
انتصارات بلا نكهة وخطط بلا هوية
حتى المباريات التي فزنا بها، جاءت بجهدٍ بدنيّ مفرط، وقرارات تكتيكية خالية من الإبداع. وكأن اللاعبين يُجبرون على تأدية واجب لا يشبههم، لا يتناغم مع الروح التي عرفنا بها الإنتر لسنوات.
التبديلات الغريبة التي يُصر إنزاغي عليها، ليست مجرد اجتهادات خاطئة، بل هي كارثة متكررة. كيف يمكن لمدرب أن يُخرج اللاعبين الأفضل في اللحظات الحاسمة؟ كيف يستمر في نفس الأخطاء دون أن يتعلم؟ وكأن الهدف لم يعد الفوز بل تنفيذ سيناريوهات تجارية معدّة سلفًا.
لقد قتلوا متعة كرة القدم، وحوّلوا المباريات إلى صفقات تجارية لا أكثر. جماهير الإنتر لم تكن تنتظر مجرد نتائج، بل كانت تأمل في هوية كروية تُشبه الفريق العريق الذي عشقته. أما اليوم، فكل ما نراه هو نادٍ يسير بلا بوصلة، خلف مدرب ضلّ طريقه، وإدارة لا تهتم سوى بالربح، ولو كان على حساب الروح.
خلاصة القول.. نحن لا نطلب المعجزات، ولا نطالب بكؤوس تُهدى بلا تعب، لكننا نرفض أن نُعامل كأرقام في دفتر حسابات، أو كجماهير يُراد لها أن تُصفّق لخسارة "مدروسة" ضمن خطة تجارية. إنتر كان يومًا فريقًا يُقاتل من أجل الشعار، لا من أجل الأسهم. أما اليوم، فقد تحوّلت المدرجات إلى مسارح صامتة، والقلوب إلى خزائن مغلقة لا تعبّر إلّا عن خيبة.
إن كرة القدم ليست مجرد نتيجة على ورقة، بل روح تُلعب، وشغف يُصنع، وهوية لا تُشترى ولا تُباع. وللأسف، كل هذا مات مع إنزاغي، ودفنّا معه موسمًا كنا نريده حلمًا… فإذا به كابوسًا لن ننساه.
Tags:
منوعات مختصر